
من يعتقد أن نجم الحقيقة قد أفل، فإما أنه متخاذل أو قد سقط في وحل التواطؤ. فالحقيقة، كالشمس في وضوحها، صلبة كالفولاذ، وعميقة كحبنا الجارف للوطن.
في زمن شحّت فيه الكفاءات، وضعفت فيه الهمم، واضطربت المناهج، وأصبحت الديمقراطية ستارًا للنفاق، نُسجت طرق جديدة للوصول إلى المناصب وترسيخ النزعة الجهوية والانقياد الأعمى.
لكن رغم ذلك، برزت أقلام جريئة تسطر الحقيقة بعبارات لا تخشى المواجهة، وأصوات تهمس حينًا وتصدح أحيانًا لتحرك المياه الراكدة وتوقظ الغافلين، لعلّ في كلماتها ما يكشف المستور.
عزيزي القارئ، أيها المواطن، أيها المظلوم...
حين تثقل رأسك الهموم، وتتلاشى الرؤية في ضباب المصالح، وتنكسر عصا القانون التي كنت تستند إليها، قد لا تجد بدًّا من التظاهر بالعمى كما يقول المثل الشعبي: "أنا أعمى، وإن أخطأت، فلا تلمني."
في هذه السلسلة، سنكشف المستور ونطلق العنان للقلم ليكتب دون تردد، ملتزمين بحدود الشرع، غير عابئين بتقاليد تُستغل لإخفاء الحقائق. سنسلط الضوء على الإدارة والمالية في المؤسسات العمومية، حيث تسود الجهوية والمصالح الشخصية، ويُداس القانون الوظيفي، وكأن الأرض وخيراتها وُجدت حكرًا على فئة بعينها. وما خفي أعظم...