خيام الطوارئ في موريتانيا: حلول مؤقتة تثير سخط المتضررين وتفتح باب التساؤلات

ثلاثاء, 22/10/2024 - 11:00

شهدت منطقة الضفة في موريتانيا فيضانات مدمرة تسببت في خسائر مادية كبيرة، مما دفع الحكومة الموريتانية إلى التدخل لتقديم المساعدات للمتضررين. 

 

ومن ضمن هذه المساعدات، تم توزيع خيام تقليدية على السكان الذين فقدوا منازلهم. غير أن هذه الخيام، المقدمة من طرف وكالة “تآزر” ومفوضية الأمن الغذائي، أثارت انتقادات واسعة النطاق من قبل العديد من المواطنين والمدونين.

 

الانتقادات تركزت بشكل أساسي على جودة ومظهر هذه الخيام، حيث وصفها البعض بأنها “فضيحة” لا ترقى إلى مستوى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المتضررون. 

 

وأعرب المدونون عن استيائهم من عدم ملاءمة الخيام لحجم الكارثة، معتبرين أن الخيام التقليدية قد لا توفر الحماية الكافية للسكان في ظل الظروف المناخية القاسية، والتقلبات الجوية في المنطقة.

 

ما أثار المزيد من الجدل هو مقارنة البعض بين هذه الخيام التقليدية والخيام العصرية والمتطورة التي قدمتها الحكومة السنغالية للمواطنين المتضررين على الجانب الآخر من الحدود. 

 

فقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر الفارق الكبير بين الخيام التي وزعتها الحكومة الموريتانية وتلك التي وزعتها السنغال، حيث بدت الخيام السنغالية أكثر صلابة وأفضل تجهيزاً لمواجهة التحديات المناخية.

 

هذا الفارق دفع الكثير من المعلقين إلى التساؤل عن الأسباب التي جعلت السلطات الموريتانية تقدم هذا النوع من الخيام غير الملائمة، في وقت كان يمكن فيه الاستفادة من تجارب دول مجاورة مثل السنغال، التي تعاملت مع الكارثة بشكل أكثر احترافية، على حد تعبيرهم. 

 

وقد طالب بعضهم بضرورة تحسين مستوى التدخلات الحكومية في أوقات الأزمات، سواء من حيث سرعة الاستجابة أو نوعية المساعدات المقدمة.

 

في المقابل، ردت بعض الجهات الحكومية على هذه الانتقادات بالتأكيد على أن توزيع الخيام كان حلاً عاجلاً ومؤقتاً، وأن السلطات تسعى لتقديم حلول أكثر ديمومة للمتضررين في القريب العاجل. 

 

كما شددت على أن الأولوية كانت لإيواء الأسر المشردة بسرعة، وأن الخيام التقليدية كانت متاحة بشكل أكبر وفي وقت قصير. 

 

إلا أن هذا التبرير لم يكن كافياً لإسكات الانتقادات، التي تتزايد يوماً بعد يوم، مع ارتفاع أصوات تطالب بتحسين مستوى الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية في البلاد.

 

الأزمة لم تتوقف عند الخيام فقط، بل أثارت أيضاً نقاشاً أوسع حول السياسات الحكومية في التعامل مع الأزمات والطوارئ. 

 

ويعتبر العديد من المتابعين أن هذه الأزمة فرصة للحكومة الموريتانية لإعادة تقييم استراتيجياتها في إدارة الكوارث، وتبني حلول أكثر كفاءة وفعالية تتناسب مع حجم التحديات التي تواجه البلاد، خاصة مع تزايد ظواهر التغير المناخي وما يترتب عليها من فيضانات وجفاف.

 

#شوف_RIM