لا تقاس أعمار الدول بالسنوات، فبناؤها أكثر بطئا من حركة الأيام وتسارع الزمن، وأربع سنوات قليلة من عمر دولة تخطو لإكمال نصف عقدها السابع من الوجود، لكنها سنوات أربع كانت زاهرة مزدهرة تحركت فيها عجلة التنمية والبناء أسرع بمحاذاة آلة الزمن مذهلة السرعة والحركة، فخُلِقَت المشاريع الكبرى ذات النفع الاجتماعي، وعمت السكينة والهدوء وأصبح الجميع آمنا في توجهه السياسي، لا مصادرة لرأي ولا تخوين لأحد بسبب انتمائه أو نهجه السياسي.
أربع سنوات حققت البلاد فيها نجاحات كبرى رغم الوضعية الدولية الصعبة، والأزمة الصحية التي أخذت سنتين ونصف من هذه السنوات، لكنها تجاوزت صعاب تلك المرحلة بقوة البصيرة وحصافة الرأي وحسن التدبير، دون أن تتراجع مؤشرات التنمية أو تتأثر الوضعية الاقتصادية للبلد، وظلت ركائز الاقتصاد الوطني طيلة هذه السنوات متماسكة أمام الضربات المختلفة، وتحسنت مردوديتها على المستوى الاجتماعي وإرادات الخزينة وضمن مؤشرات الاقتصاد الكلي.
أربع سنوات وجد فيها المواطن كرامته المهدورة، وأطمأن على قوله وقوته ومقاولته ومصادر رزقه، ووجد ضالته في التعبير عن رأيه والمشاركة في صناعة مستقبله بكل ثقة واحترام، ودون مضايقة أو مصادرة للقرار الفردي.
سنوات أربعة استبشر فيها المواطن وازدهر الوطن، وعمت السكينة، واستتب الأمن، وحفظت الكرامة، وعلا شأن البلاد في العالمين، وكسبت احترام جيرانها وإقليمها وقارتها وانتمائها العربي والإسلامي، ونالت ما تستحق من تزكية بعد نجاحاتها في ملفات حقوق الإنسان ومكافحة الاتجار بالبشر، وحسن معاملة المهاجرين والمقمين، ومهنية قوات أمنها في التعامل مع المسجونين وغير ذلك.
عبد الرحمن يغل - صحفي