كثيرون سيستغربون استقالتي، وكثر سيتساءلون عن أسبابها، قلائل هم الذين سيفهمونها وقلة هم الذين سيدركون معناها، و الغالبية ستتعجب وتنبهر، فمن يصدق أن مريم عمارو توري بعد ثلاثين سنة وتزيد كلها نضال وتفان وخدمة للحزب بقوة وإيمان وإخلاص تستقيل في لحظة فما الداعي والسب ؟!،
إنها بكل المقاييس مفاجئة لخصوم الحزب الذين عرفوني في مقدمة النضال قبل أعضائه الذين على علم بما بذلته من غال ونفيس، ببساطة لم يعد حزب تكتل القوى الديمقراطية بكل تاريخه الذي كنت جزءا منه بكل تفاصيله والتي أتشرف بها، الحزب الذي يحتضن الجميع ويقدر الجميع ويستوعبه بل أصبح مجرد سلم يتسلق عليه البعض ممن يمتهنون سياسة التكسب ويرتهنون لمصالحهم الشخصية، ويضحون بالحزب ورمزه من أجل مصلحة آنية و يتسولون تحقيقا لرغبة عابرة، لا يهم تاريخ الحزب النضالي ولارمزية رئيسه الخالدة، ولا مستقبل الوطن الذي كنا نسعى لرقيه من خلاله.
إن احتكار تلك المجموعة القليلة للقرار، وتجاوزها لهيئات الحزب و تغييبها المرجعية التي كانت تؤمن طوق النجاة للجميع، جعل الكثيرين أمام خيار المجاراة والمحاباة أو خيار الاستقالة والانسحاب، ولأنني مؤمنة بمبادئ الحزب التي تدعوا إلى العدل و الإنصاف و تلميذة في مدرسة القائد الرمز أحمد ول داداه والتي من أسسها الحرية لم أكن لأرضى السكوت على انحراف الحزب عن أهدافه فقررت الاستقالة بعد أن تأكدت من عدم وجود أمل في التغيير من الداخل بسبب تغييب هيئات الحزب وعدم إيمان الطرف المختطف للحزب بالرأي الآخر.
لقد انتظرت كثيرا قبل اتخاذ قرار الإنسحاب من الحزب و الاستقالة من مكتبه التنفيذي، وتشاورت مع الكثير من الأصدقاء والمحبين والمناصرين لي شخصيا و مع أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة و لا أخفيكم أني كنت أتمنى في قرارة نفسي أن تكون الغالبية مع عدم الاستقالة لأنني لا أصدق أن كون خارج حزب كان هو كل حياتي لكن غالبية من شاورتهم إضافة إلى الأسباب آنفة الذكرى جعلتني أتخذ القرار وألتحق بركب المستقيلين من الأحرار الذين سبقوني.
إن الأحرار الذين سبقوني في الاستقالة منهم من إلتحق بحزب جديد أو يفاوض مع بعض الأحزاب، لكنني حتى الآن ورغم بعض الإشارات التي تلقيتها أفضل التريث و التأني حتى لا تنجرف بي سوق الانتخابات فأنا لا أسعى أن أكون رقما انتخابيا يضيفه البعض لأرقامه فأنا قبل كل شيئ مبدأ وقضية من يحملها سيجدني في صفه، بالتالي كل الخيارات مفتوحة وإن كنت أتمنى أن يأخذ القائد الرمز السيد أحمد ولد داداه بزمام المبادرة و يدعو لمؤتمر عام و يصلح ما يمكن إصلاحه عندها سيكون هو الخيار، و سأكون سعيدة بخدمة الحزب ولو ناظرة، و إلا سأستند على ما تمليه علي قاعدتي الشعبية بما ينسجم مع قناعتي ومبادئي التي تربيت عليها.
عضو المكتب التنفيذي المستقيل لحزب التكتل
مريم عمارو توري
#شوف_RIM