أكد الدكتور محمد عبد الجليل الشيخ القاضي رئيس مركز نواكشوط للدراسات القانونية والاجتماعية أن المدن القديمة الأربعة في موريتانيا تيشيت ووادان شنقيط وولاته تعتبر أهم موروث حضاري وإنساني للمجال الموريتاني، حيث تعتبر هذه المدن مركز انطلاق الإشعاع الثقافي والديني التي شهدته البلاد وامتد إلى البلدان المجاورة وغيرها عبر الرحلات العلمية والقوافل التجارية.
ونوه ولد الشيخ القاضي في حلقة جديدة من برنامج الجمعة الثالثة نظمتها إذاعة موريتانيا مساء أمس بمدينة تيشيت حول مدن التأسيس استضافت مجموعة من الدكاترة والباحثين بالعناية التي أصبحت توليها السلطات العمومية لهذه المدن وانتشالها من غياهب النسيان والاندثار وإطلاق مشاريع تنموية تهدف إلى تثبيت الساكنة وتوطينها، مؤكدا في ذات الصدد على ضرورة فك العزلة عن هذه المدن وشق الطرق المعبدة الموصلة لها.
وفيما يتعلق بالدور الثقافي لهذه المدن في مواجهة الاستعمار أشار ولد الشيخ القاضي إلى أن تجليات مايمكن تسميته بالمقاومة الثقافية تتمظهر في عدة عناصر تتمثل أساسا في فتاوى تحريم الدرسة في المدارس والمعاهد الفرنسية والعزوف عن اللجوء إلى المحاكم الوضعية التي أسسها المستعمر والوقوف بحزم في وجه المسخ الهوياتي ذي البعد الديني واللغوي.
#شوف_RIM