عجيبٌ ما وصلت إليه وقاحة بعض السياسيين التي لا تقف عند رفع راية الولاء فقط بل تتجاوز إلى نسف الماضي وطمسه والتقليل من شأنه وإلقاء التهم جزافا عليه وتحميله مسؤولية الواقع المرير الذي نرزح تحت وطأته.
عجيبٌ أن غاية كل هؤلاء الأفاكين واحدة وهي إعادة ضبط الزمن عند ولاية كل حاكم جديد فشرط لا سابقة ولا لاحقة هو مذهب الوزراء والعلماء في بلد النفاق والاسترزاق والجوع والإملاق ومساوئ الأخلاق طوال الولايات الرئاسية وعلى امتداد ولايات الوطن المكلوم.
يريد هؤلاء قول أن لا حاكم قبل الرئيس الحالي و إقناع الناس جميعا أن لا مطرَ ولا خصبَ ولا ضرعَ ولا زرعَ في هذه البلاد إلا منذ وصوله إلى السلطة في يوم مشؤوم.
نعم! إن ولاية آدرار مثل غيرها قاست سنواتٍ عجافا وأياما عصيبةً ولكن أين ساستها من كل ما حدث؟ أين بياناتهم المطالبة بإنقاذ ولايتهم من أتون الأزمات؟! لقد ابتلعوا ألسنتهم وتركوا أهلهم يموتون بصمت دون أن يرف لأي منهم جفن ثم عادوا اليوم يتذكرون مآسيهم وأوجاعهم ويعدونهم بسراب الأماني والأحلام التي لا تتحقق إلا المنام.
نعم! لقد واجه سكان آدرار أزماتهم بصبر و أناة و حزم و عزم و شجاعة بينما اختفى هؤلاء الانتهازيون من ساحة المعركة ليعودوا اليوم محتفلين بمأساة أهلنا في آدرار والرقص على جراحهم الغائرة.
إنها لعنة السياسة التي جعلت أصحابها يتلونون مع كل حاكم يسكن القصر الرمادي ويبيعون للشعب أوهاما لا تسمن ولا تغني من جوع بل تزيد طين مأساته بلة.