يجب أن نعلن الحرب على الحرب لتكون النتيجة سلما على سلم لعلكم تستحضرون معي هذه الجملة التي استشهد بها الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما غداة خطاب له بالأمم المتحدة هي جملة لفضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه تلخص مشروعا فكريا بكامله.
مشروع منبثق من عرى الإسلام السمح الذي لا غلو فيه ولا تطرف، لا تحريض فيه و لا شذوذ، لا تعصب ولا تكفير ولا تفسيق و لا تبديع ولا إرهاب، بل إسلام قوة و تماسك، ،سماحة و سلم، بذل وعطاء، ،رحمة و خير، ود و محبة.
هذا الطرح المعتدل العقلاني المتزن هو الخلاص الذي تنشده الأمة الإسلامية والعالم أجمع؛ لتفكيك خطاب الكراهية والتطرف في ظل تصاعد وتيرة العنف في قارتنا الافريقية، التي تعاني من ويلات الحروب الأهلية، و الانقلابات العسكرية، و المجاعات و الاضطرابات الأمنية
و تأتي فرصة انعقاد المؤتمر الافريقي الثالث لتعزيز السلم في نواكشوط، كسانحة سنوية كل عام، للتشاور و الحوار ، و مناقشة القضايا الافريقية، و إبراز النماذج الملهمة في تعزيز قيم السلم و التسامح و التعايش في التراث الإقليمي، و وضع مقاربات لمعالجة الهشاشة و الفقر والجهل و البطالة و مختلف عوامل البيئة الحاضنة للتطرف بالقارة، بالإضافة إلى إشكالية الهجرة غير النظامية.
إن دعوة العلامة الدكتور الشيخ عبد الله بن بيه من عاصمة الثقافية الإسلامية نواكشوط الإخوة الأفارقة إلى عالم يسوده العدل والسلام تجعلنا نستحضر الرسالة التاريخية لبلاد شنقيط في علاقاتها التاريخية بعمقها الافريقي التي طال ما حملها تجار هذه البلاد و علماؤها، و هم يجوبون المنطقة، و رسالتهم؛ أن (ادخلوا في السلم كافة).