عند وصولي إلي مطار بارخاس مدريد لاحظت وجود شباب بملامح موريتانية لاتحتاج كبير عناء لتعرف عليها
كانو في مايشبه حالة الحيرة وتردد من أي أبواب وممرات المطار يدخلون
بادرتهم باالتحية ولم أحتج للكثير من الوقت حتي فهمت أنهم في طريقهم نحو " الحلم الأمريكي" من إسبانيا إلي إحدي دول امريكا للاتينية وفي الغالب تكون الوجهة المكسيك
حين إجتزنا المرر وقفنا أمام كنتوار الشرطة طلب الشرطي جواز سفر أحدهم وكنت أرقب الموقف عن بعد وإتضح لي أن ثمة مشكلة عندها إجتزت الطابور وقدمت التحية لشرطي مع تعريف موجز و تطوعي بالترجمة عند الضرورة
قال الشرطي شكرا لدي بعض الأسئلة وهذا الشاب وزملاؤه لايتحدثون الإسبانية ولا الإنجليزية
كانت أسئلة الشرطي عن مكان ومدة الإقامة في إسبانيا وعن الهدف من الزيارة وطبيعتها وعن مكان السكن
كان الشباب مرتبكون للغاية ولا أخفيكم أني ساعدتهم في الإجابة وأكملت بعض النقص الذي لاحظته في بعض الإجابات
بعد الأخذ والرد قال الشرطي بنبرة حازمة إن العنوان الذي قدمه الشباب بإعتباره مكان إقامة لهم في إسبانيا هو في حقيقة الأمر ليس سوي محطة من محطات طريق الهجرة نحو أمريكا وهو معروف لدي مصالح الأمن الإسبانية
قلت له بلغة إستعطافية سيدي هؤلاء الشباب وصلو إليكم بطريقة قانونية وبتأشيرة ثابته من سفارتكم في نواكشوط لم يركبو البحر ولم يغامرو بحياتهم في زوارق الموت أخاطب فيك روح الإنسانية ونحن نعيش آخر اجواء أعياد الميلاد أن لاتقف عثرة أمام أحلام الشباب
نظر نحوي وقال إطمئن لن أسهم في قتل أحلام هؤلاء الفتية مهما كلف الأمر
ختم جوازاتهم بطابع الدخول مع إشارة تفيد بأمنيات التوفيق
شكرته وودعتهم ومضي كل إلي غايته
وبقدر سعادتي بحل مشكلة هؤلاء الشباب الأربعة كان حزني على أفواج الطاقات الشبابية التي يفقدها البلد كل يوم في رحلة المغامرة نحو المجهول